Friday, August 04, 2006

قلبي يا بلد

" الفصل الأول "

. بخطوات مضطربة صعدت الحافلة . سألت الكمسري محطة يا أسطى ؟ أماء بالايجاب . فالتقطت أنفاسها بتعجل و أخذت تبحث عن كرسي
. أشار لها أحد الركاب بأن هناك مكان شاغر بالصف الأخير سارعت الى الكرسي و حمدت ربها و جلست
كانت تتمنى أن تصل بيتها بأسرع ما يكون . فدماها المنهكتان كانا يتوققان للماء الساخن و قشر الليمون . كم أرادت أن تستقل تاكسي لمنزلها . و لكن العين بصيرة و اليد قصيرة . و ليست قدمها التعبة قرب أول الشهر

في نهاية يوم من أيام العمل تكون عادة مرهقة و لكن ليس دائما متكدرة شاردة الذهن كاليوم . فقد تكون معتادة على تلك المعاكسات اليومية القذرة و تأفف أهلها و رب العمل حين تفرط في الاحتشام و حلقات الوعظ الديني للسترة التي يجود بها كل من كلف نفسه بالحث على المعروف أو حتى من أطلق لحيته لحساسية ذقنه . كانت معتادة على كل شيء و لكنها تلك القشة التي تقسم ظهر البعير من حين لآخر .

فاليوم كان أحد تلك الأيام التي يرمقها فيه الناس بنظرة مضمونها بت حلوة و فرحانة بنفسها تستاهل كل اللي يجرالها . و التي تتخذ فيه هي موقف ظاهري هو انتم مالكم أنا حرة أعمل اللي أنا عايزاه و موقف داخلي هو كفاية بقى أنا جوايا قلب انتم مش عارفين انتم بتدسوه ازاي حتى تخور قواها بنهاية اليوم و يبقى موقف واحد هو مش قادرة سيبوني في حالي بقى .
كانت شارفت على البكاء و لكونها بنت بلد جامدة تمنعت و تظاهرت بالصلابة . دموعها التي استطاعت دفنها لم تكن كافية لاقناعها أن تكبت تلك التنهيدة التي لم تفلح سوى في التفريج عن طبقة من طبقات الهم المتراكمة على صدرها . و لكنها لم تمنع أيضا التصاق صدرها بحضرة الأستاذ الذي لم يكتف بكرسيه بل احتاج ذراعه لمساحة أخرى
كانت بداخلها لا تلومه . فشبابنا المكبوت لم يعد به من الأخلاق ما يمنعه من التلذذ بمضايقة أي أنثى بل يعتبر ذلك حقه . لكن الغضب و التعب و الاحباط كانوا يتملكونها هي الأخرى . لم تكن تقوى على الدفاع عن نفسها أو الشجار معه أرادت أن تحتفي أو أن بختفي جسدها أن تتسلل بمقص من خلف بلوزتها الزرقاء و تقص نهديها و ترميهم بعيدا .
لم تكن دنيا شديدة الجمال أو الذكاء . كانت قد تخرجت بشهادة الثانوية العامة منذ بضعة أعوام بمجموع سبعة و ستين بالمائة . لم تحرص على اكمال تعليمها . فهي تعلم أن بلادها لم تعد بلد شهادات . و بتشجيع من أهلها و بحث من أبيها حصلت على احدى الوظائف الصيفية في مقهى برجولة بالمعمورة . و على قدر سعادتها في أول أيام العمل على قدر تعاستها الآن . ففي أول الأمر كانت سعيدة باعتمادها على نفسها وكسبها رزق تنفع به أسرتها و بكونها الفتاة الوحيدة التي تعمل بالمقهى . كان اهتمام زملاء العمل الزائد بها و بقشيش رواد المقهى السخي يرضيان غرورها . لكن سرعان ما اكتشفت أن الأمر ليس بتلك السهولة
كانت المسافة الى المنزل لا زالت طويلة . و قد غلبها النعاس لوهلة . فحين يضيق العالم بعينها و تتمنى الموت تستسلم الى النوم . أفاقت على صوت كاميرا . لتجد أن معظم من بالحافلة يتفقدون مصدر الصوت . تتجه الأنظار نحوها و نحو راكب آخر بيده محمول يعبث بكامرته . و لكنها لا تدرك ما يحدث . فقد شغلها شيء آخر نظرات الركاب اليها قد كان معظمها يفيض بالاتهام و البعض بابتسامة خبيثة و آخرون بلا مبالاة و عينان بعيدتان بهما نظرة قلقة حنونة تقول لا عليكي .
اكتفت دنيا بهذا القدر و لم تفكر لحظة أخرى . تقدمت من بين الجموع الى الباب و لم تتكلم . سألها السائق : نازلة ؟ أشارت نعم . نزلت الى الشارع متوارية في ظلمته . لم تبحث حتى عن ركن هادىء بل أجهشت بالبكاء .

29 Comments:

At 2:17 PM, Blogger NoOR said...

اليأس و اختفاء القدوه والوازع الديني هم السبب فيما آل اليه حال شباب مصر المحميه بالحراميه-علي راي عم نجم- فالشاب لا يجد مال ليتزوج فيطر لاشباع رغبته باي طريقه

 
At 2:18 PM, Blogger NoOR said...

نسيت اقول ان القصه هايله....ربنا يوفقك

 
At 4:14 PM, Anonymous Anonymous said...

حلوه قوي

كلنا بنمر بلحظات خنقه واحباط من كل اللي حوالينا زيها كده

بجد هايله

 
At 8:10 PM, Anonymous Anonymous said...

أحنا مجتمع عاطفى بالدرجه الاولى يعنى بنات مصر كلهم وحشيين ومفيش غيرها اللى جميله طبعها لأ وممكن يبقى فى أجمل منها كمان بس هى كانت عامله ازاى أكيد فى حبه حاجات لافته للنظر يعنى مش عايزين نرمى كل حاجه على باقى الناس ..ده مش معناه أنى موافق على اللى بيعمله شباب اليومين دول ل طبعا الشباب بيعملوا حاجات كتير غلط للأسف وللأسف البلد مش مستحمله لا بنت شايفه نفسه وعايشه الدور فى البنت المظلومه ولا الحيوانات اللى بيعكسوا البنات

 
At 8:11 PM, Anonymous Anonymous said...

نسيت أقولك حاجه
ندى أنا لا أنظر من وجه نظر المجتمع الذكورى

 
At 8:52 PM, Blogger ayman_elgendy said...

: ((((((((


: )))))))

i think u get it too

 
At 12:55 PM, Blogger msafa said...

روووووعه

 
At 2:05 AM, Blogger msafa said...

شرف عظيم ان انتى زورتى مدونتى انا بشكرك جدا
انتى وغيرك الناس اللى صحت وجع جوايا
وكل اللى بكتبه ده وجعى
انا بشكرك جدا
مسافه

 
At 2:31 AM, Blogger farida said...

first time to visit u i also visited ur english blog
it seems to be you are so talanted
the story is very good
waiting for next chapter
i'm also some person who they say about
مجنون لدرجة العقل او عاقل لدرجة الجنون

 
At 3:38 PM, Blogger ...دنيتي said...

الف الف الف الف حمدالله على سلامتك
وحشتيني جدا
:)البلوجرات كانت مضلمة من غيرك





للأسف كلنا احيانا بنحس باللي دنيا حست بيه
المشكلة فعلا ان البنت هي الملامة دايما

 
At 10:01 PM, Blogger أجدع واحد في الشارع said...

جميله اوووووووووووووووى

 
At 10:42 PM, Blogger Bahz.Baih said...

أكتشاف ... هذا هو عنوان مشاعرى الان و انا اتصفح مدونتك الجميله

نخش بقى فى الموضوع
فى شباب كتير بيشوف كل انثى هدف فى حد ذاته زى ما فى بنات بتشوف اسماء ولادها مع كل واحد بتعرف عليه لأول مره.. بس صدقينى الشاب اللى صورك بالكاميرا لو يعرفك ممكن يقوم الدنيا و ما يقعدهاش لو حد عاكسك بس ده لو هو عارفك كويس

أحيانا بيبقى سهل انك تأذى غريب بس لما تخش الانسانيه فى الموضوع بيبقى رد الفعل مختلف

تعالى نتصور مع بعض سيناريو مختلف حبتين

بدل ما تنزل الشارع و تجهش فى البكاء...تستمر فى الجلوس على الكرسى و تتساقط من عينيها دمعه

يبدأ الشاب فى أخفاء ضحكه صفراء تعلو على شفتيه فيما تستمر دموعها فى النزول
هنا يبدأشاب أخر شايف نفسه فى محاوله للتعرف عليها بتقديم منديل يتطوع رجل كبير فى موساتها و يبدأون فى لوم الشاب و بعطيها العجوز محاضره فى الاخلاق و يبدأ الشابين فى الشجار و

أستنى مالوش لزمه كل ده الحكايه هترزل و تدخل دوامه الامنطق... خليها تنزل أحسن و يولع اللى يولع طالما هى هتحافظ على صلابتها و مايضرش دمعتين ف الشارع

مش عارف أقولك أيه ربنا يعنا على بلاوى مجتمعنا لحد ما يتحل

 
At 12:04 PM, Blogger abderrahman said...

مش كل البنات زي بطلة القصة
**
لو قلتلك إن فيه بنات بتتعمد إنها تكون زي اللقمة في الزور في المواصلات كنوع من الاستعراض.
لو قلت إن فيه بنات مش بالبراءة دي في المواصلات.. حد حيصدق..؟
**
مش عارف لو قلتلك ان فيه بنت تعمدت الاحتكاك بشاب حد حيصدق..؟
**
لكن أنا بحييكي على إنك كتبتي عن انسانة بتتعرض لضغوط زي البنت بطلة القصة .

 
At 1:23 AM, Blogger littilemo said...

وجعت بجد

 
At 7:25 AM, Blogger أُكتب بالرصاص said...

ربنا يتسر على بناتنا وبنات مصر المحروسة

الحكاية بقيت ريحتها وحشة قوي ولا تطاق

بس اسلوب التعبير عن المشاعر الداخلية جميل وهادي

احييك

 
At 7:26 AM, Blogger أُكتب بالرصاص said...

هأرجع تاني
بس مش دلوقت ،

 
At 9:52 PM, Blogger عوليس said...

ده بيحصل كل يوم ياعم
عديها على خير يارب

 
At 2:15 AM, Anonymous Anonymous said...

أنا بعتلك تاج ردى عليه
فين الجديد ؟؟؟؟؟؟؟؟
باااااااااااااااااى

 
At 4:09 PM, Blogger saso said...

انا وجعتني بجد
اللة عليكي

 
At 3:12 PM, Blogger The Eyewitness said...

موضوع التحرش وقلة الأدب آلي البنات بتتعرضلها ده بقى بيحق دمي. الملفت للنظر أن الموضوع ده عمال يزيد قي نفس الوقت آلي بيزيد في نسبة اللبس المحتشم أو المتغطي في المجتمع. المشكلة جوهرية وأساسية وملهاش دعوة باللبس ولا المنظر الخارجي ولا آي حاجة، مشكلة جوانا، المشكلة في الطريقة آلي المجتمع بكل فئاته المثقفة وغير المثقفة، المتدينة وغير النتدينة بينظر للمراءة آزاي وبينظر للرغية الجنسية آلي عنده آزاي...
بقت حاجة تحرق الدم.

 
At 7:51 PM, Blogger admelmasry said...

حلوة قوي منك دي
ايوة كده بلاش تغيبي بقي

 
At 8:32 AM, Blogger فيها حاجة حلوة said...

حسيت الي كتبتيه قوي وبعدين انا مش لاقي الe mail ياريت تكتبيه واسف علي عدم دخولي لفترة ولكن السبب هو ان سيارة صدمتني عموما كنت واحشانا قوي سرم

 
At 5:36 AM, Blogger أجدع واحد في الشارع said...

ايوة يا فندم ايه هو مفيش جديد ولا ايه

 
At 7:02 PM, Blogger change destiny said...

noor : بيتهيألي ان احنا كلنا تايهين قوي ... مش مسألة قدوة مسألة احتقارنا للقدوة

رفضنا للي بيحصل خلانا نشترك فيه

noor : ربنا يخليك و يوفقك

bosbos : الاحباط مرض مؤلم لأنه مش بيقتل الواحد بيسيبه عايش بس بيقتل ضحكته

wa3d el3yoon : المهم انك قلت الحاجة و عملت عكسها . المسألة مش مسألة بنت ولا ولد ولا مين الغلطان . المسألة مسألة أنانية مفرطة . انك تبقى شايف انك صح و ان اللي قدامك يستاهل . انك تبقى شايف بني آدم بينكمش و يستخبى جوة نفسه و مش قادر و بدل ما تمدله ايدك تحاكمه و تطلعه غلطان و تزقه . و هو يقع و يزق غيره و غيره يزق غيره و ندوس في بعض . ليه ندوس بعض ؟؟؟؟ ما احنا كلنا في الأول و في الآخر قلوب بتحس و بتتوجع

أنا مش بتكلم عن اللبس أنا بتكلم عن البني أدمين . أنا واخدة اللبس مثال . ان البنت تبقى شايفة واحد ماشي مغمض و برضه تلف حواليه و تشاغله لغاية ما يبصلها و تقول في نفسها لو مكنش سافل مكنش بص
ان الولد يبقى شايفها ماشية منقبة و يعاكس فيها و يقول في نفسه لو مكنتش عايزة تتعاكس مكنتش نزلت من البيت
و مفيش حاجة حتنفع مهما أي حد عمل. دايما حيلوموه و يقولوا هو اللي غلطان و يدوسوه
ليه نضغط على بعض قوي كدة؟ دة احنا بشر


ayman elgendy : i do get it .. why did you delete your blog man ?

msafa : الله يخليك .

i just need some space : تعرفي يا ميوش لو مكنتيش أنتمتي . كنت :)

msafa : الشرف لي و يا ريت متقطعش زيارات .

farida : thanks . i am homoured . you have a unique blog yourself ;)

دنيتي : الله يسلمك . وحشتيني بجد

بس حرجع أقولك المسألة مش مسألة ولد أو بنت . المسألة مسألة تبادل لوم .

خالد كمال : اليأس عمره ما ملكني :) ربنا كبير أيأس ليه ؟

ابن الشارع : انت أحلى


bahz baih : أشرقت الأنوار . نورت المدونة . بس هو ليه لازم سلاحها يبقى البكا . لمجرد ان مجتمعها عودها انها متقدرش تاخد حقها لوحدها فلازم تعيط عشان حد يعطف عليها و يجوبهلها ؟ ليه الذل دة ؟
صدقني مجتمعنا ربنا مش حيسهله و يتحل مشكلته . احنا اللي حنحلها لاننا نقدر


abdou basha : صدقني أنا مش بقول ان البنات ملايكة . انا بس بقول اننا بشر .

littilemo : مصر بقيت توجع بجد

أكتب بالرصاص : زيارة تسعدني و مدونتك محتاجة وقت لأنها تستاهل تتقرا بمزاج رايق و مج كابتشينو :)

che guevara : بيتهيألي اللي بيحصل في مصر بس .. بس الألم مش في مصر بس

عوليس : آميين

wa3d el3yoon : ماشي كلامك يا باشا و الجديد حيجي أول ما الجنونة تطلع

saso : سلامتك يا قمر

the eyewitness : لو على حرقة الدم ماشي .. بس المشكلة في .. ولا بلاش كفايةة نكد

adamelmasry : :) ربنا يخليك يا جميل

مهندس مصري : ألف ألف ألف ألف سلامة عليك يا بشمهندس . امضاء
nvrstopdreaming@hotmail.com

ابن الشارع : شكرا عالسؤال يا باشا . انت عارف الجديد كتير بس فين النفس هه

 
At 9:20 PM, Blogger soosa el-mafroosa said...

حلوة و معبرة

 
At 9:29 PM, Blogger Ahmed Shokeir said...

يمكن داخل متأخر أوي ياندا

بس بصراحة فوجئت بعد بوست الشعر العامي بتاع لحمة يادنيا
بلاقي قصة جميلة من النوع الذي افضله
قدرتي تصوري جو الضيق والقهر بداخل بطلتك الينا بكل هدوء وسلاسة
وكأننا ننفجر معها بالبكاء عقب نزولها دون ان تنتظر مكان جانبي

جميلة

 
At 6:17 AM, Anonymous Anonymous said...

يا شرسره أيه الرد اللى كتمنى ده
لأ أنت تقريبا برده مافهمتنيش انا بقصد أن الغلط مش شرط أنه يبقى ديما على الأكبر خساره أو اللى يبكى فى الاخر بلاش عاطفه زايده ممكن بجد ماتكنش هى اللى غلطانه بس أنا بقصد بصفه عامه صدقينى

 
At 5:35 PM, Anonymous Anonymous said...

Looking for information and found it at this great site... cars Iv protonix edta Celexa vs pl Custom cornea lasik radio advertisements low blood pressure Sports betting simulation Jack johnson black history slipcover furniture Local rhinoplasty Video camera video camera Day spa hair removal durham diet pill London refinancing mortgage loans hd tv National westminster life assurance

 
At 1:42 AM, Anonymous Anonymous said...

أخي العزيز ناصر صحفي مميز واسم كبير في عالم الصحافة وتجيد القيام بكل انواع الصحافة سواءً كانت محليات أو فنية أو ثقافية ظلموك كثيرا ناصر ولم يقدروا ماقدمت ولكن تظل صحفي مميز ورفيق درب قريب من القلب دائماً . محبك محمد القوزي

 

Post a Comment

<< Home

-->